سورة العنكبوت - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


{قَالَ} لوط: {رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} بتحقيق قولي في العذاب.
{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} من الله بإسحاق ويعقوب، {قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} يعني قوم لوط، والقرية سدوم، {إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}.
{قَالَ} إبراهيم للرسل: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا} يعني: قالت الملائكة {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ}.
قرأ حمزة والكسائي ويعقوب: {لَنُنْجينه} بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، {وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: الباقين في العذاب.


{وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا} ظن أنهم من الإنس، {سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ} بمجيئهم {ذَرْعًا وَقَالُوا لا تَخَفْ} قومك علينا، {وَلا تَحْزَنْ} بإهلاكنا إيّاهم، {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر، ويعقوب: {مُنْجُوك} بالتخفيف، وقرأ الآخرون بالتشديد.
{إِنَّا مُنزلُونَ} قرأ ابن عامر بالتشديد، وقرأ الآخرون بالتخفيف، {عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا} عذابًا، {مِنَ السَّمَاءِ} قال مقاتل: الخسف والحصب، {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.
{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا} من قريات لوط، {آيَةٍ بَيِّنَةٍ} عبرة ظاهرة، {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول، قال ابن عباس: الآية البينة: آثار منازلهم الخربة. وقال قتادة: هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض.
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شُعيبًا، {فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ} أي: واخشوا، {وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ}.


{وَعَادٍ وَثَمُودَ} أي: وأهلكنا عادًا وثمودًا، {وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ} يا أهل مكة، {مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} منازلهم بالحِجْر واليمن، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} عن سبيل الحق {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} قال مقاتل، والكلبي، وقتادة: كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم، يحسبون أنهم على هدى، وهم على الباطل، والمعنى: أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين. قال الفراء: كانوا عقلاء ذوي بصائر.
{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ} أي: أهلكنا هؤلاء، {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ} بالدلالات، {فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} أي: فائتين من عذابنا.
{فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} قوم لوط، والحاصب: الريح التي تحمل الحصباء، وهي الحصاه الصغار، {وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَة} يعني ثمود، {وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ} يعني قارون وأصحابه، {وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} يعني: قوم نوح، وفرعون وقومه، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8